مهمتنا تبدأ وتمضي بكم/ ن

التلوث الضوئي في لبنان يحجب رؤية النجوم

اشترك في

النشرة البريدية الأسبوعية: 

تم الاشتراك في النشرة بنجاح تم حدوث خطأ غير متوقع

تبعنا علي

وسائل التواصل الاجتماعي

تم حفظ المقال في المفضلة
تم نسخ الرابط بنجاح!
الإثنين 29 أبريل 20243:54 م

الأضواء الإصطناعية التي تنتشر في المدن، كأنوارالشوارع والطرق، اللوحات الإعلانية، البنايات وبيوت السكن وكل ما يشكل طاقة ضائعة يُمكن أن يسبب العديد من التأثيرات الصحية والبيئية الضارة، وهو ما يبعث على قلق الفلكيين والمراقبين العاديين للسماء من فقدان الليل لسواده وظلمته لأنّ التلوث الضوئي هذا، يقلل من رؤية النجوم والأجرام السماوية بشكل كبير نتيجة الإضاءة الموجهة نحو السماء، والتي تنبعث من المصابيح سيئة التصميم، أو المصابيح الكاشفة، حيث يتشتت هذا الضوء المنعكس بواسطة الجسيمات الصلبة في الغلاف الجوي ويعود إلى الأرض، مما يخفض قدرتهم على رؤية السماء بشكل جيد.

وبالعودة الى تاريخ استخدام الضوء أي منذ حوالي مليون سنة، أكتشف الإنسان النار واستخدمها للطبخ وللتدفئة. اما في القرن الثامن عشر، بدأ باستخدام أضواء الشوارع كالمصابيح الزيتية ومن ثم في القرن التاسع عشر إستعمل مصابيح الغاز، حتى القرن العشرين والمصابيح كهربائية.

ولا يعني الضوء الأكثر سطوعًا أنه الأكثر أمانًا فإن الرؤية يجب أن تكون الهدف وفي الواقع سيختبئ الأشرار في ظلال قاسية، بينما نحن أهداف مضاءة تمامًا.

أكثر سماء ظلاماً في ليل لبنان توجد في المناطق النائية عن المدن، التي تبعد حوالي مئة كيلومترعنها. وعندما يهبط الظلام، يتجه راني أحمد وهو من هواة مراقبة النجوم مع تليسكوبه الى بعض المواقع النائية، أو من شرفة منزله في بلدة المروانية جنوب لبنان بهدف تأمل جمال النجوم، والأجرام السماوية.

تربى راني منذ صغره على حب النجوم عندما كان ما زال في الكويت قبل مجيئيه الى لبنان والاستقرار قرب مدينة صيدا وبدأ يتعرف على الفضاء من وراء برامج وافلام الكرتون، التي برزت أكثر في فترة الثمانينات حيث انتشرت اخبار الفضاء.

ويقول:” بدأت بمراقبة النجوم والكواكب منذ العام 2017 وكان ذلك مع عدة نوادي من لبنان، لكن بسبب التلوث الضوئي لا يمكنني احيانا الرؤية بوضوح، فإن عدم وجود التلوث الضوئي يمكننا من رؤية السدم والنجوم بالعين المجردة”.

صورة لراني من شرفة منزله حيث يقوم بمراقبته للنجوم

ويناضل الفلكي الهاوي راني أحمد من أجل حماية هذا الليل الغارق في سواده، ويتمنى لو يتم تخصيص يوم فلكي في صيدا حيث يتم اطفاء كل الاضواء لساعة واحدة للاستمتاع برؤية الفضاء بوضوح.

كما يخطط راني لشراء المزيد من التليسكوبات للقيام بمراقبة النجوم أكثر ويختار وقت متأخر من الليل حيث يكون الطقس صاف، والقمرغيرمكتمل، ما يساعده على الرؤية بشكل أفضل لأن السدم والتكتلات النجمية لا ترى بسهولة بسبب التلوث الضوئي.

صورة التقطها راني من سماء مدينة صيدا للشمس، توضح الصورة البقع السوداء التي تنتج عن تباين او اختلاف بالحقل المغناطيسي وتسمى البقعات الشمسية

عصام حسين شاب عشريني من رواد أحد النوادي الفلكية في لبنان، ينظم العديد من الامسيات ويشرح للناس ما يخبئه الفضاء فوق رؤسهم من نجوم وكواكب متنوعة.

وتقوم مجموعات الاندية هذه بمساعدة مراكز الأبحاث والجامعات بعرض الصور التي يتم التقاطها خصوصا عند وجود ظواهر جديد أو حدث فلكي ما.

ومن جهته يوضح الدكتور أحمد شعلان المنسق الوطني للتوعية الفلكية في لبنان التابع للاتحاد الفلكي الدولي أن الأجرام السماوية البعيدة مثل السدم والمجرات بالكاد يمكننا أن نراها في اماكن الحضارة المدنية، وللبحث عن ذلك نذهب الى رؤوس الجبال والاماكن العالية حيث يخف الهواء فوق رأسنا والتلوث بيئي مثل الغبار. ويضيف إن التلوث الضوئي هو مشكلة عالمية وليس فقط في لبنان، لان من يصممون اضاءة الشوارع والمدن لا يكترثون الى اين يذهب الضوء اواذا كان يتعدى على مساحة الناس ويدخل من شرفات بيوتهم.

لا يعني الضوء الأكثر سطوعًا أنه الأكثر أمانًا فإن الرؤية يجب أن تكون الهدف وفي الواقع سيختبئ الأشرار في ظلال قاسية، بينما نحن أهداف مضاءة تمامًا

ويشير الدكتور شعلان الى أن لبنان يتمتع بمجموعة من الفيزيائيين الفلكيين قسم منهم بالفعل لديه ابحاث مشتركة مع ناسا. ويؤكد أنه ليكن لدينا بصمتنا في علم الفلك والفضاء يجب ان يكون لدينا مرصد وطني فلكي. لكن الدولة اللبنانية اليوم ليست بوارد العمل على انشاء هكذا مرصد خصوصا بظل وجود مشاكل عدة تعاني منها البلاد.

وتتزايد شعبية التصوير الفوتوغرافي الفضائي في لبنان، بحسب ما يرى الدكتور شعلان ويهتم الكثير من الشباب بعلم الفلك رغم وعيهم المتفاوت والمختلف ومن هنا تكمن ضرورة التواصل مع المركز التربوي للبحوث والانماء وهذا ما نحن بصدده الآن لإدراج علم الفلك بالمناهج المدرسية ومن ثم التطرق للمستوى الجامعي.

يمكن التقليل من ظاهرة التلوث الضوئي من خلال تعديل بعض السلوكيات أو اتباع سلوكيات أخرى جديدة، كالتقليل من الإضاءة المُستخدَمة، فالطريقة الأكثر وضوحاً والأرخص والأسهل هي البدء بإغلاق الأضواء غير الضرورية وغير المُستخدَمة، ولا داعي لإبقاء الإضاءة خارج المنازل مُنارة.

لا توجد وسوم لهذه المقالة.
Subscribe
Notify of
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة:

اشترك في نشرتنا الشهرية

تابعونا ليصلكم/ن كل جديد!

انضموا إلى قناتنا على الواتساب لنشارككم أبرز المقالات والتحقيقات بالإضافة الى فرص تدريبية معمقة في عالم الصحافة والإعلام.

هل تريد تجربة أفضل؟

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربة التصفح وتحليل حركة المرور وتقديم محتوى مخصص. يمكنك إدارة تفضيلاتك في أي وقت.

ملفات تعريف الارتباط الضرورية

ضرورية لعمل الموقع بشكل صحيح. لا يمكن تعطيلها.

ملفات تعريف الارتباط للتتبع

تُستخدم لمساعدتنا في تحسين تجربتك من خلال التحليلات والمحتوى المخصص.

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x