مهمتنا تبدأ وتمضي بكم/ ن

الانتخابات البلدية في صور ٢٠٢٥.. هل تغيّر المشهد؟

اشترك في

النشرة البريدية الأسبوعية: 

تم الاشتراك في النشرة بنجاح تم حدوث خطأ غير متوقع

تبعنا علي

وسائل التواصل الاجتماعي

تم حفظ المقال في المفضلة
تم نسخ الرابط بنجاح!
السبت 5 يوليو 202511:58 م

تأتي الانتخابات البلديّة في صور لتظهر في حلّة أقل ما يُقال عنها “مغايرة لتلك السابقة”، حيث كانت تُشكّل لوائح في وجه أُخرى معارضة، وكان البارز هو فوز لائحة الثُنائي. هذا ما يشير إليه حسيب عودة، الدكتور في العلوم وماجستير في إدارة الأعمال، والمرشّح عن لائحة “صور مدينتي”.

أمّا عن التزكيّة، فقد غابت عن مدينة صور وبلدات أُخرى كبلدة معركة، ولكنّها حضرت في بلدات مثل الجبين، الزلوطية، الكنيسة، النّفاخيّة، الحنية، وبِثْثَيّات.

أما العنصر الأكثر غيابًا، فتمثل بالوجوه النّسائية المشاركة في هذه الانتخابات ضمن قضاء صور، إذ بلغ العدد الإجمالي للمرشحين 1294 عن المقاعد البلديّة التي يبلغ عددها 834 مقعدًا. وفي الحديث عن التّنميّة، ومن ضمنها الاقتصاد المحليّ، برز جليًا في برامج المستقلين كمدينة صور أو في بلدات أُخرى كبلدة معركة، وهي سِمة جديدة في التّنافس.

صور مدينتي

في حديث لصِلة وصل مع الدكتور حسيب عودة حول الجو البارز في مرحلة التحضير للانتخابات البلديّة قبل عدّة أيام من حصولها المتوقّع في 24 أيار/مايو الآتي، يشير الدكتور عودة إلى اختلاف في هذا الجو عمّا كان يحصل في السابق، إذ كان يتم تشكيل لائحة من قبل الثّنائيّ مقابل لائحة معارضة للأولى.

هذه السّنة، لا يوجد مرشّحون معارضون، وما حصل هو ترشّح أشخاص مستقلين لديهم كفاءات وخبرات انضموا إلى لائحة واحدة وهي لائحة “صور مدينتي”، وهي مؤلّفة من 10 أشخاص ليس لديهم أيّة خلفيّات سياسيّة. إنّ هذا الأمر تحقق ولأوّل مرّة في مدينة صور.

مقابل هذه الأجواء في مدينة صور، وتحديدًا في بلدة معركة، “تمّ كسر حاجز عدم رغبة النّاس بالتّرشّح للانتخابات البلديّة بسبب الضّغط للدفع نحو عدم التّرشّح أو الضّغط لسحب الترشّح بعد أن تمّ إعلانه”، يقول حسن حجازي، وهو دكتور في الصيدلة ومرشّح عن اللائحة المستقلّة في بلدة معركة المسماة “لغد أجمل”، والتي حملت عنوان “بالشّراكة يبدأ الإنماء”.

في بلدة معركة،تمّ كسر حاجز عدم رغبة النّاس بالتّرشّح للانتخابات البلديّة بسبب الضّغط للدفع نحو عدم التّرشّح أو الضّغط لسحب الترشّح بعد أن تمّ إعلانه

وتضمّ اللائحة مثقّفين وأصحاب خبرات في الطّب والهندسة وغيرها. إنّ كسر حاجز عدم النّيّة في التّرشّح، بالنسبة للناشط الاجتماعي والسياسي الدكتور حاتم حلاوي، وهو مرشّح سابق للانتخابات النّيابيّة لعام ٢٠٢٠ عن قضاء صور وأستاذ جامعي في الجامعة اللبنانية الأميركية وناشط اجتماعي وسياسي في منطقة صور، يُعدّ جهدًا كبيرًا استطاعوا من خلاله تشكيل لائحة مؤلّفة من 10 أشخاص رغم عدم اكتمالها، لأنّه يُفترض باللائحة أن تضمّ 21 مرشّحًا.

ويضيف: “لقد وجدنا صعوبة في ترشّيح الأشخاص، ولكن بجهود المرشّحين بالدرجة الأولى فقد استطعنا أن نجمع اللائحة، فالمرشّحين المستقلين لديهم رؤية إنمائيّة، وخطة عمل مع عدم وجود خلفيّات سياسيّة”.

يؤكد حلاوي على أنّ العمل الجماعي أتى لتسجيل موقف في المدينة، وسواء فازت اللائحة أو تمّ الخَرق بأحد المقاعد، فإنّ تسجيل الموقف سوف يُشعر من يصل إلى البلديّة أنّ هناك من سوف يحاسبه ويراقبه، مما يُحسّن العمل البلدي في هذا الإطار.

أمّا عن التّزكية، فقد حضرت في عدّة بلدات في قضاء صور، إلا أنّها غابت عن بلدات أُخرى مثل معركة، حيث اعتبر الدكتور حسن حجازي في تصريح لـ “صِلة وصل” بأنّ الأجواء كانت جاهزة للتزكية، لكن بسبب انقسام عمودي في اللائحة المقابلة، برز من خلاله تفضيل لرئيس البلدية السّابق و4 أعضاء سابقين، وإضافة عدّة أشخاص آخرين على حساب أشخاص من حركة أمل ناجحين في الحياة ومثقّفين، ما أدّى إلى الذهاب إلى عُرس انتخابي جديد، ولم يعد هناك وجود للتزكية.

المرأة بين الحضور والغياب

تحضر النّساء المرشّحات للانتخابات البلديّة في قضاء صور بأعداد خجولة مقارنة بالأعداد الكبيرة من المرشّحين الرّجال. ويمكن إرجاع ذلك إلى الضغوطات التي مورست على المرشّحات الراغبات في الوصول إلى المقاعد البلديّة، حسب ما يشير إليه الدكتور حسن حجازي، المرشّح في بلدة معركة.

يقول حجازي: “لقد ضمّت اللائحة المستقلّة في معركة سيّدتين، ولكن بعد عدّة أيام انسحبت سيّدة، وبقيت هناك سيّدة واحدة كمرشّحة للانتخابات البلديّة عن هذه اللائحة”. ويعيد الدكتور حجازي أسباب ذلك إلى الضغوطات التي مورست على هذه المرشّحات “بالكلام الجميل وأحيانًا أُخرى بالكلام غير الجميل”.

إنّ المرأة لم تأخذ دورها بشكله الكامل، رغم أنّه يزداد يومًا بعد يوم،يجب إعطاء المرأة دورًا حتّى لو كان جزئيًّا، خاصة في نطاق العمل البلدي والمجتمع بشكل عام.

بدورها، أشارت المدرسة منى خليل يحيى، مدرسة خصوصية ومرشّحة ضمن لائحة “صور مدينتي”، إلى أنّ المرأة لم تأخذ دورها بشكله الكامل، رغم أنّه يزداد يومًا بعد يوم. وتضيف: “يجب إعطاء المرأة دورًا حتّى لو كان جزئيًّا، ولا أعني أن تكون هناك مناصفة، كما أنّ لهذا الدور أهمية خاصة في نطاق العمل البلدي والمجتمع بشكل عام”.

مضامين البرامج الانتخابيّة

في إطار الحديث عن البرامج المقدّمة في مدينة صور، يقول الدكتور حسيب عودة بأنّ اللائحة المستقلّة “صور مدينتي” تتضمّن خمس نقاط أساسيّة داخل برنامجها، يقابلها لائحة منافسة بدون أي برنامج انتخابي.

إنّ برنامج “صور مدينتي” يركّز على نقاط تتمحور حول تشجيع الاستثمارات والسياحة في المدينة، دعم الأسواق الشّعبيّة، الحرف اليدويّة، والاستثمار في المشاريع الصّغيرة والمتوسطة.

إنّ اللائحة المستقلّة “صور مدينتي” تتضمّن خمس نقاط أساسيّة داخل برنامجها، يقابلها لائحة منافسة بدون أي برنامج انتخابي.

أما موضوع النّفايات التي تُعاني منها مدينة صور، فيركّز البرنامج على العمل على الفرز من المصدر بالشراكة مع أهالي البلدة، وحل مشكلة الصّرف الصّحي، وضرورة إنشاء مركز صحّي بلدي نموذجي بالتّعاون مع الجهات المعنيّة.

ولم يغفل البرنامج عن موضوع صون التّراث وهويّة المدينة عبر إحياء الحارات القديمة وجعلها مقصدًا ثقافيًا وسياحيًا. ويلفت البرنامج إلى ضرورة دعم المدارس الرّسميّة، وإقامة ورش أدبيّة وفنيّة لأجل ترسيخ مدينة صور كمدينة للثّقافة والحياة.

أما بالنسبة لحماية الأملاك العامة، يشير الدكتور حسيب عودة إلى حصول العديد من الانتهاكات المستمرة، كان آخرها في محميّة صور الطّبيعيّة، حيث وُجد مشروع مخالف للقانون، فتمّت مواجهته.

أمّا في البلدات الأُخرى الواقعة في قضاء صور، مثل برنامج اللائحة المستقلّة في بلدة معركة، فيركّز برنامجها الانتخابي على تحسين جودة الحياة في هذه البلدة عبر إنشاء شبكة مواصلات عامّة لربط الأحياء بعضها ببعض، والوصول إلى المراكز الحيويّة، والعمل على تسيير سيارات كهربائيّة.

ويركّز البرنامج أيضًا على القطاع الزّراعي ودعمه، كما ودعم قطاع النحل، حيث كانت بلدة معركة منطلقًا للأبحاث العلميّة في مجال تربية النّحل واكتشاف آفة النوزيما سيرانا في لبنان، وتمّ اقتراح علاج ناجح لها، وإنتاج وتوزيع أدوية مكافحة الفاروا، دواء Totshka.

أيضًا، يُعطي البرنامج أهميّة لموضوع النّفايات عبر تنظيم الفرز وربطه بالتّحفيزات لأهالي البلدة، كما ومعالجة النّفايات غير المفرزة والاستفادة من وجود اقتراح قانون يشجّع البلديات على استرداد جزء من كلفة إدارة النّفايات بطريقة تحفيزيّة ومنظّمة.

إنّ البرامج المذكورة التي قدّمتها اللوائح المستقلّة، تتمحور حول ضرورة تنمية الاقتصاد المحلي الذي يتطلب تشجيع مشاركة الأهالي في صنع القرار، إلى جانب العمل على تنمية الاستثمارات والأموال التي تسهم في تحقيقها، وأهمية استقطاب الأموال من المغتربين استنادًا إلى الثقة بالمجلس البلدي، كما ورد في برنامج معركة للانتخابات البلديّة ٢٠٢٥.

تُظهر انتخابات بلدية صور لعام ٢٠٢٥ تحولًا ملحوظًا في المشهد الانتخابي المحلي، من خلال بروز اللوائح المستقلة وتراجع التزكية في بعض المناطق، فضلًا عن محاولات لكسر احتكار القوى السياسية التقليدية.

وبرغم التحديات، لا سيما غياب المرأة والضغوطات على المرشحين المستقلين، فإن الحراك البلدي المستجد يعكس رغبة حقيقية لدى العديد من الناشطين والمواطنين في إحداث تغيير فعلي يلامس هموم الناس اليومية ويضع التنمية المستدامة في مقدمة الأولويات. فهل تكون هذه الانتخابات نقطة تحوّل نحو بلديات أكثر تمثيلًا وكفاءة ومساءلة؟ الأيام المقبلة كفيلة بالإجابة.

Subscribe
Notify of
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات ذات صلة:

اشترك في نشرتنا الشهرية

تابعونا ليصلكم/ن كل جديد!

انضموا إلى قناتنا على الواتساب لنشارككم أبرز المقالات والتحقيقات بالإضافة الى فرص تدريبية معمقة في عالم الصحافة والإعلام.

هل تريد تجربة أفضل؟

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربة التصفح وتحليل حركة المرور وتقديم محتوى مخصص. يمكنك إدارة تفضيلاتك في أي وقت.

ملفات تعريف الارتباط الضرورية

ضرورية لعمل الموقع بشكل صحيح. لا يمكن تعطيلها.

ملفات تعريف الارتباط للتتبع

تُستخدم لمساعدتنا في تحسين تجربتك من خلال التحليلات والمحتوى المخصص.

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x