مهمتنا تبدأ وتمضي بكم/ن

Edit Template

مهمتنا تبدأ بكم،
وتمضي بكم

Edit Template

نزاعات تحت الرماد

توترات تهدد مستقبل جيل

أبدأ

المقدمة

أتت الحرب الأخيرة لتزيد الطين بلّة، وتزرع في نفوس الشباب والشابات مشاعر اليأس والإحباط..
يواجه شباب و شابات لبنان تحديات قاسية تدفع بالكثيرين إلى الهجرة بحثًا عن مستقبل آمن. فيما قرر آخرون التمسك بأحلامهم وسط واقع متأزم، بين البطالة، الاكتئاب، وتصاعد النزاعات، تتدهور حالتهم النفسية والاجتماعية.
اليوم، يقف هؤلاء الشباب أمام سؤال مصيري: كيف يصمدون في وجه واقع يزداد قسوة

الحكايات

من واقع المأساة

يقول أحمد علي، وهو شاب من مدينة صور:أعيش كغيري من أبناء الجنوب في ظل قلق متواصل، بعدما بات الخوف جزءًا من تفاصيل حياتنا اليومية. منذ أن دُمّر منزلي في الحرب الأخيرة واضطررت لاستئجار مأوى بديل، لم يعد الإحساس بـ الأمان موجودًا.

أما ليلى، شابة من بلدة القليلة، تُعبّر عن مشاعرها:نحن جيل وُلد وسط الحروب، نشأنا على وقع الانفجارات، وكبرنا بين أنقاض المنازل، كأنما كُتب علينا أن نحيا في دوامة لا تنتهي من الحروب، لقد بلغ الإنهاك مداه، حتى صرت أفضل الموت على هذه الحياة.

وتُعبّر رجاء، الشابة التي تعيش في بلدة برج الشمالي وتعمل في القطاع الخاص، عن قلقها فتقول: لبنان لم يعد بيئة محفزة. نحن غارقون في حالة من القلق، ننتظر مصيرًا مجهولًا، وقد نواجه مرة أخرى حربًا لن تؤدي إلّا إلى مزيد من الخراب والموت، فانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار أصبح أمرًا اعتدنا عليه.

اسمع الصوت
اسمع الصوت

الهجرة

الأسباب وراء رغبة الشباب في الهجرة:

أكثر من نصف الشباب المتعلم جامعيًا (58%)، الذين تتراوح أعمارهم بين 18و29 عامًا، تمنوا لو كان بإمكانهم الهجرة بحثًا عن مستقبل أفضل
وجاء هذا وفقًا لتقرير الرأي العام تجاه الهجرة في لبنان والصادر عن “الباروميتر العربي” في أغسطس 2024 وقبل العدوان الإسرائيلي.

أبرز الدول التى قصدها الشباب:

تقرير الرأي العام تجاه الهجرة في لبنان - الباروميتر العربي، اغسطس/آب ٢٠٢٤

لم تعد كندا مجرد حلم يسعى إليه بعض الشباب اللبناني، بل أصبحت وجهة شبه إلزامية، بعدما دفعتهم الأزمات المتلاحقة في لبنان إلى الهجرة قسرًا لا طوعًا، بحثًا عن حياة آمنة ومستقبل أقل غموضًا.

وإذا كانت هذه الأرقام تُمثّل الحالة قبل العدوان الإسرائيلي الأخير، فمن المتوقع أن تُظهر الإحصاءات لعام 2025 أرقامًا أعلى في ظل التدهور المتواصل في الأوضاع الأمنية والاقتصادية.

الصحة النفسية

ما هو وقع الآثار النفسية التي ولدتها الحرب على الشباب لناحية بروز نزاعات داخل المجتمع؟

د. ريما بجاني
معالجة نفسية

الحديث عن الحرب هو حديث عن واقع غريب، أي ليس من المفترض أن يعيشه الإنسان، لا سيما بأن لبنان يعيش في حالة حرب دائمة حتى قبل وقوع الحرب الفعلية، هناك عيش دائم في فكرة الحرب وهنا تبدأ التداعيات النفسية، كما أن تداعياتها  يتم توارثها جيلًا بعد جيل، وأولى هذه التداعيات هو القلق.
وبالعودة إلى الواقع فإن فقدان الأشخاص والبيوت والوظيفة والمدرسة والجامعة، أمور يمكن أن تولد والتعامل معه يختلف من شخص إلى آخر كما تختلف أيضاً  حسب قرب الأهل من مواقع الحرب وبعدهم عن الأماكن الخطرة، هذا القلق قد
يجعل بعض الأشخاص يخافون أكثر ويجعلهم عرضة للانزواء أكثر، كما ينمو عندهم الخوف من الأصوات. 
بالإضافة إلى أن هنالك بعض الأشخاص الذين تنمو لديهم حالة من العدوانية، أو أن بعضهم وصل من خلال الكآبة التي ولدها القلق إلى التفكير بالانتحار حيث أثرت الحرب بشكل مباشر على شخصيتهم وأفكارهم. أما الأشخاص الذين فقدوا أحد أفراد أسرهم أو بيتهم، فيصبح لديهم شعور باللاعدل، ويشعرون  بعدم الأمان والخوف أن يمروا مجددًا بما مروا به”.

إن الانزواء يؤثر على حياة الشخص وإنتاجيته، كما أن الشخص العنيف يكون إنسان غير قادر على ضبط انفعالاته فهذا يؤثر بالتالي على تنمية المشاكل داخل المجتمع

ماذا عن برامج دعم الصحة النفسية للشباب خلال فترة الحرب؟

د. ريما بجاني
معالجة نفسية

تضيف د. بجاني: “حين نتحدث عن القلق ما بعد الصدمة والتي قد تكون بعد  يوم أو بعد عشر سنوات، فقد يعود اللاوعي ويقفز بمشهد أو صوت معين غير مرتبط مباشرة بالحدث الذي حصل قبل ذلك، وهنا تبدأ التداعيات النفسية والجسدية، وهذا ما يحصل مع الأشخاص الذين عاشوا الحرب في لبنان ١٩٧٥ومنذ ذلك الوقت لم تتم مساعدتهم لتخطي الأمر”. 

وقد أظهرت دراسة حديثة نشرتها منظمة “إدراك” اللبنانية فى عام 2022 (IDRAAC)، وهي منظمة غير حكومية تُعنى بالصحة النفسية، أن ثلثي اللبنانيين يعانون من اضطراب نفسي واحد على الأقل، فكم تبلغ النسبة بعد العدوان الإسرائيلي؟!

في هذا السياق، أظهرت دراسة نُشرت فى يناير 2025 ، والتي أُجريت في الفترة ما بين يوليو وسبتمبر 2022، وشملت 1000 مواطن لبناني، معدلات مرتفعة من الاضطرابات النفسية، حيث تبين أن 47.8% من المشاركين ظهرت عليهم مؤشرات محتملة للاكتئاب، و45.3% لمؤشرات القلق، بينما استوفى نحو 43.5% معايير التشخيص المحتمل لاضطراب ما بعد الصدمة PTSD.

وخلُصت الدراسة إلى أن هذه النتائج تكشف عن أن لبنان يُواجه أزمة صحية نفسية حادة، تتجلى في ارتفاع نسب الاضطرابات النفسية بين السكان كما يبرز التأثير العميق للصدمات المتعددة – مثل انفجار مرفأ بيروت 2020 والأزمة الاقتصادية و جائحة كورونا – والذي يتجاوز المحددات الاجتماعية والاقتصادية التقليدية، ما يستدعي تدخلات نوعية وسياسات تستند إلى فهم دقيق للسياق اللبناني.

اسمع الصوت
اسمع الصوت

معدلات الإنتحار

وقد أظهرت دراسة حديثة نشرتها منظمة “إدراك” اللبنانية فى عام 2022 (IDRAAC)، وهي منظمة غير حكومية تُعنى بالصحة النفسية، أن ثلثي اللبنانيين يعانون من اضطراب نفسي واحد على الأقل، فكم تبلغ النسبة بعد العدوان الإسرائيلي؟!

المصدر: جمعية "إمبرايس" Embrace Lebanon

ميرا دالي بلطة

مشرفة على خط الحياة الوطني 1564
الخط الوطني الساخن للدعم النفسي والوقاية من الانتحار بالتعاون بين البرنامج الوطني للصحة النفسية وجمعية إمبرايس

هل كان هناك برامج دعم نفسي قُدِّمت إلى الشباب اللبناني خلال الحرب أو المرحلة التي تلتها؟

ميرا دالي بلطة

نعم، وخلال فترة الحرب تحديدًا، بذل فريقنا جهدًا استثنائيًا ليكون إلى جانب الناس في تلك اللحظات الصعبة. كان لنا حضور ميداني وزيارات إلى مراكز الإيواء.
مناطق مختلفة، لنكون قريبين من الشباب ومجتمعاتهم. قدّمنا جلسات توعية نفسية، وإسعافات نفسية أولية، وورش عمل حول الوقاية من الانتحار والدعم لمقدّمي الرعاية.
في حالات الطوارئ النفسية، تم إرسال فريقنا بشكل مباشر، حيث قمنا بتوفير الدعم اللازم للذين تأثرت حالتهم النفسية بسبب التغييرات الحادة التي حدثت خلال الحرب أو بسبب فقدانهم الوصول إلى أدويتهم. وفي بعض الحالات، تم تحويل المتصلين إلى المستشفيات لتلقي العلاج المناسب بعد تقييم حالتهم.
وكان الخط الوطني 1564 جاهزًا على مدار الساعة لتلقي الاتصالات وتقديم الدعم النفسي، حيث وفر مساحة آمنة للشباب للتعبير عن مشاعر الخوف، الغضب، أو اليأس، من خلال التواصل مع مستمعين مدرَّبين يساعدونهم في تخفيف حدة التوتر والحفاظ على سلامتهم.

ما هي أكثر الحالات النفسية التي طالت فئة الشباب والتي عُرضت عليكم خلال فترة الحرب وما بعدها؟

ميرا دالي بلطة

خلال الحرب وما بعدها، لاحظنا ارتفاعاً في المكالمات المرتبطة بالقلق، نوبات الهلع، اضطرابات النوم، إضافة إلى مشاعر الغضب، الإحباط، وانعدام الأمل. كما لاحظنا زيادة في طلبات الدعم المرتبطة بأفكار الانتحار أو فقدان المعنى، وخصوصًا في ظل التحديات الاقتصادية والمعيشية المتزامنة مع الوضع الأمني.
لكن من أبرز الحالات النفسية التي تأثّر بها الشباب بشكل واضح، كانت حالات الحزن الشديد الناتج عن فقدان الأحبة، أو التغيرات الكبرى التي شهدتها حياتهم. متصلون كثر عبروا عن مشاعر عجز وحزن عميق نتيجة للدمار الذي طال حياتهم الشخصية والاجتماعية. هذا الحزن لم يكن فقط بسبب فقدان الأرواح، بل كان أيضاً نتيجةً للفقدان العاطفي والمادي، مثل فقدان الأمن، الاستقرار، أو حتى فقدان الفرص المستقبلية بسبب الظروف الراهنة.

هل هناك برامج دعم نفسي تتطلعون للقيام بها؟ وما هو دور الدعم النفسي الذي يُقدَّم لفئة الشباب باعتبار أن دورهم مهم في بناء وتطوير المجتمع؟

ميرا دالي بلطة

نعمل حاليًا على تطوير وتعزيز برامج الدعم النفسي الموجهة للشباب. من الناحية النفسية، من المهم جدًا أن يتمكن الشباب من التعبير عن مشاعرهم وأفكارهم بشكل آمن ومفتوح. كما أن التعبير عن الذات يتيح للشباب فرصة لفهم مشاعرهم بشكل أعمق، والبدء في التعامل معها بطريقة صحية.

هل لنا بالحصول على إحصاءات من قبلكم حول الأوضاع النفسية للشباب اللبناني كأعداد أو مؤشرات من شأنها تعزيز المعلومات؟

ميرا دالي بلطة

تشير البيانات الحديثة إلى أن الصحة النفسية لدى الشباب في لبنان تمرّ بأزمة صامتة تتفاقم عامًا بعد عام. ففي عام 2024، لوحِظ بأن الانتحار يترك أثرًا كبيرًا على الفئات العمرية الأصغر سنًا، حيث شكّل الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 0 و23 عامًا ما نسبته 30% من الحالات المرتبطة بالانتحار.
كما تُظهر الأبحاث أن 75% من الاضطرابات النفسية تتطوّر قبل سن الرابعة والعشرين، مما يُبرز أهمية التدخّل المبكر وتوفير خدمات الدعم النفسي الموجّهة لهذه الفئة بالتحديد.
وفي دراسة أُجريت على عيّنة من 1000 شخص في لبنان بين تموز وأيلول 2022، تبيّن أن 62.8% من المشاركين خضعوا لفحص يُشير إلى احتمال وجود اضطراب نفسي واحد على الأقل، وهو ما يعكس عبئًا نفسيًا واسع الانتشار بين مختلف الفئات، وخصوصًا الشباب.

نورصفي الدين

صحافية متخصصة في النقد الإعلامي، مدربة على التواصل الإيجابي واللاعنف، مستشارة في التنمية الإعلامية في مناطق النزاعات ومدربة معتمدة في حرية الدين والمعتقد. 

هل كان هناك برامج دعم نفسي قُدِّمت إلى الشباب اللبناني خلال الحرب أو المرحلة التي تلتها؟

نور صفي الدين

الشباب اللبناني ومنذ ما لا يقل عن سبعة أعوام  يعيش في حالة تخبط وانتظار ما سوف يأتي سواء أكان الأفضل أم الأسوأ، حيث يطرح عدة أسئلة “ماذا عليه أن يفعل؟”، أي ماذا عليه أن يفعل كردة فعل تجاه المجهول؟!
إن الشباب اللبناني لم يعد بمكان قادر على تجهيز دفاعاته، هذا أولاً
ثانياً، نجد انعكاس السياق على الحالة الفردية  أو الحالة الجماعية على الشباب اللبناني. أي أن الشباب اللبناني يطمح، ويريد، ويحاول هذا على الصعيد الفردي.
وبالطبع هنالك عوامل أخرى غير مرتبطة بالحرب، عوامل نفسية فردية، أو شخصية عائلية يعيش تحت وطأتها الشباب اللبناني،  لكن ما بالنا اذا كان المجتمع المحيط ليس على ما يرام ويعيش في حالة حرب!

كيف تؤثر الحالة التي يتخبط بها الشباب والتي انتجتها الحرب على موضوع زيادة النزاعات داخل المجتمع؟

نور صفي الدين 

على الرغم من أن الحرب أثبتت أن هناك تجانس حول حب الوطن، إلا أنها أعادت إلى حد ما تموضع مفهوم الولاء. إن الحالة الجماعية قد طغت على الحالة الفردية، وما عاد الشباب اللبناني يغلب طموحاته وقراراته وإنّما يستند بكل ما يريد أن يفعل إلى الحالة الجماعية المرتبطة بالسياق، والمرتبة بالتوقيت وبالتنميطات. وبطبيعة الحال فقد غلبت التنميطات على القدرات الشخصية لهؤلاء الشابات والشباب، فوجدنا إما حالات من اليأس الجماعي، وحالات من التمرد. 
لكن هذا التمرد هو تمرد على الآخر، وصحيح أن العديد من الحالات هي تمرد على الواقع، لأن القدرة على تغيير حالة تحتاج إلى وقت طويل ونحن ما زلنا في وضع  ‘اللملمة’. 
الشباب اللبناني عندما يريد أن يعرف عن نفسه عليه أن يبدأ من كسر  التنميطات، ثم ينتقل للتعريف عن نفسه وقدراته وإنجازاته وطموحاته. وبالتالي، هناك مشوار طويل لكي يثبت الشباب اللبناني من هو

كيف تصفين حجم إشكالية وجود نزاعات داخل المجتمع بسبب الحرب وما هو تصورك للحلول، خاصة من خلال مشاهداتك على أرض الواقع؟ 

نور صفي الدين

الحلول صعبة لكنها موجودة، والطرق إلى الحلول تفترض قبل كل شيء فهم المشكلة، والتي هي عبارة عن تعقيدات أرخت بظلالها على الشباب اللبناني الذي بدأ حياته يعاني الصراعات الداخلية مع الآخرين على المستوى الاجتماعي. 
المشكلة اليوم ليست في الشباب كما يعتقد أو يجزم البعض لكنها في الواقع الذي لم يمنح الشباب الفرصة  في التعبير عن أنفسهم.
 تكمن المشكلة في البرامج والتعاطي السياسي، وفي تحول النظرة إلى الشباب، وهنا نركز على الدولة لكي نتجنب استعمال الآخر.
نحن نحاول أن نعبرعن المشاكل ولكننا نجهل أو نتجاهل نقطة التلاقي في المشاكل التي نعانيها.
لأن التعامل مع الشباب اللبناني يتم بطريقة لا تسمح لهم بامتلاك الأدوات الضرورية  ولا يتم وضعهم في صورة ما يحصل ولا تؤخذ بعين الاعتبار مخاوفهم، أو ارائهم. وبالتالي، فإن تغريب الشباب عن التغيير يشعرهم بأنّهم أقل أهمية.

إن الانزواء يؤثر على حياة الشخص وإنتاجيته، كما أن الشخص العنيف يكون إنسان غير قادر على ضبط انفعالاته فهذا يؤثر بالتالي على تنمية المشاكل داخل المجتمع

العنف

أشارت دراسة لليونيسف أُجريت مؤخرًا إلى أن والشابات النازحات من جنوب لبنان يتعرضن بشكل متزايد للعنف النفسي و الجسدي، ويعانين من صعوبات في التعلم، ويتكبّدن خسائر اقتصادية..

وبحسب التقرير الأخير الصادر عن اليونيسف والذى يغطى الفترة من 1 يناير 2025 حتى 15 مارس 2025، واصلت اليونيسف دعم الشباب في مجالات التعليم، وتنمية المهارات، وتعزيز السّلوكيات الإيجابية من خلال برنامج “جيل قادة الابتكار”(GIL) الذي يهدف إلى الحدّ من البطالة بين الشباب المهمشين/ات ونقص الوصول إلى اقتصاد المعرفة، وقد تم دعم 2,333 شابًا وشابة في تطوير مهارات ريادة الأعمال والمهارات الرقمية.

بالإضافة إلى ذلك، تم تدريب
3,320 مراهقًا/ة وشابًا/ة على حزم المهارات الحياتية، التي شملت التماسك الاجتماعي والصحة النفسية. وتم أيضًا تزويد أكثر من 807 شابًا/ة بتدريبات رقمية معتمدة من جهات صناعية عبر منصة “Nammiskills”، ممّا عزّز من فرصهم في الحصول على وظائف.

وقد مكّنت هذه الجهود المشتركة 6,460  من المراهقين والشباب من الوصول إلى برامج تنمية المهارات والتمكين.

ووفقًا للتقرير، تستهدف اليونيسف فى عام 2025 نحو 60 ألف شاب ومراهق فى برامج التمكين، وضمن خطة الاستجابة الإنسانية للبنان لعام 2025، يتطلب قطاع الشباب والمراهقين تمويلًا يُقدر بـ 33,800,000 دولار، بينما التمويل المتاح حاليًا يُقدر بـ 7,500,195 دولار،  بفجوة تمويلية تُقدر بـ 26,299,805 دولار.

التأثير الإقتصادي

بحسب تقرير “التشغيل والآفاق الاجتماعية في الدول العربية – اتجاهات 2024، الصادر عن منظمة العمل الدولية، سجل لبنان أعلى معدلات بطالة بين الشباب في عام 2022 حيث بلغت 47.8%، كما بلغت معدلات الشباب الذين هم خارج العمل والتعليم والتدريب بنحو 26.1%، وهي معدلات تنذر بتفاقم الاضطرابات الاجتماعية وعدم الاستقرار السياسي، لاسيما في حال استمرار بقاء الشباب خارج سوق العمل والتعليم والتدريب لفترات طويلة.

والشــباب الذيـن تتـراوح أعمارهـم بيـن 15 و29 سـنة يتركزون إلى حـد كبيــر فــي مهــن الخدمــات والمبيعــات والأنشطة الحرفية والحــرف اليدويــة وغيرهــا مــن المهــن الأولية وذلك وفقًا للبيانات المتاحة لآخر سنة 2019. النشـاط غيـر المنظـم هـو حقيقـة واقعـة بالنسـبة لــ 8 من كل 10 عمــال شــباب تتــراوح أعمارهــم بيــن 15 و24 عاماً.

يتركّز معظم الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عامًا في قطاعات الخدمات والمبيعات والمهن الحرفية واليدوية، وفق آخر بيانات متاحة لعام 2019. كما أن العمل غير المنظّم يُعد واقعًا ملموسًا، حيث يعمل 8 من كل 10 شباب تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عامًا في أنشطة خارج إطار الاقتصاد الرسمي.

وكانت تقديرات سابقة قد نشرها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي فى أكتوبر 2024 تُشير إلى أن ارتفاع معدلات البطالة سيؤثر في حوالي 1.2 مليون عامل في جميع أنحاء البلاد. ومن المتوقع أن يرتفع معدل البطالة ليبلغ رقمًا قياسيًّا قدره 32.6% بحلول نهاية 2024 مما يجعله يتصدّر الدول العربية في معدلات البطالة.

ليال منصور متخصصة في الاقتصاد النقدي

كيف أثرت الحرب على  الأوضاع الاقتصادية للشباب وهل تأخذ السياسات الاقتصادية اليوم  تطلعات الشباب ومتطلباتهم؟

ليال منصور

“إن السياسات التي تأخذ بعين الاعتبار الشباب نراها موجودة بشكل كبير في الدول الاسكندنافية الغنية التي تملك البنى التحتية والكهرباء وفرص العمل والماء والكهرباء والطباعة، فيكون التفكير بموضوع زيادة الإنتاجية وتحفيز الشباب.
أما في لبنان بوجود أو عدم وجود حرب نعاني بنية تحتية دون الصفر. أما الموجود هو عبارة عن مبادرات شخصية، الفساد مستشري في كل النواحي، لا يوجد سعر صرف عملة رسمية، فقبل أن نصل إلى موضوع الشباب نحتاج لحلول مصرفية، كهرباء، وماء، وطرقات وحدّ أدنى للأجور”.
تضيف د. منصور أن التعليم في لبنان عالي المستوى ولكن السوق اللّبناني لا يلبي طموح الشباب اللّبناني لهذه الجهة حيث لا يتقاضى الشاب اللّبناني معاشاً  يعادل المعاش الأجنبي، كما أن مستوى المعيشة في لبنان لا يصل إلى مستوى المعيشة الأجنبية  لذلك يفترض بنا البدء بإصلاح عدة أمور مثل الحدّ الأدنى للأجور، الضمان الاجتماعي، الحياة الكريمة ليبقى الشباب اللبناني في بلده وهي تشكل مرحلة تسبق مرحلة السياسات التي تدعم الشباب وتسمح لهم بالعمل والاستقرار وتأسيس عائلة، وهي سياسات لا يمكن الاستخفاف بها.

مي مارون دكتورة في علم الاجتماع التربوي و أستاذة سابقة في كلية الإعلام.

ما هو تأثير الحرب على المجتمع خاصة لناحية نشوء نزاعات داخله؟

مي مارون

“ان الحرب تترك آثارها خاصة على فئة الشباب، والشباب يشعر بأنه قوة تغييرية وايضا غير قادرين على فعل شيء فحتى نجدهم وإن أرادوا الانخراط في العمل السياسي فإن افكار أن النظام أقوى منهم وان الفساد اكبر منهم وانهم كأحجار الشطرنج يتم تحريكها ما يجعلهم يستسلمون .
نجد موقف الكره للآخر أي المواطن الأخر ويصبحوا وكأنهم يحضرون الحرب مع الآخر وتعم ثقافة الكره ويصبح كل واحد يقف في معسكر ضد الآخر”.

ما مدى أهمية مساعدة الشباب  لتخطي مرحلة ما بعد انتهاء الحرب وما أهمية إدراج هذه الأمور ضمن السياسات الاجتماعية؟

مي مارون

“الشباب هم لبنان الغد، والأمر يتطلب أن يتلقى الشباب تربية موحدة، وأن تكون هناك مراقبة على المدارس جميعها، وحتّى الرسمية منها. لا نريد تربية على السلام بل تربية على التعايش، مثل الشؤون الاجتماعية التي تطلب من الشباب التطوع. نحن نريد كشاف وطني من دون وجود مانع أن يكون هناك كشاف مثلًا أرثوذوكسي، مسلم، الرسالة وغيرها. أيضاً الرياضة والموسيقى كلها نشاطات مهمة. لكن المشكلة مع الشباب في لبنان تكمن في أنه يتغذى منذ الصغر على الطائفية، وأن الآخرين يأخذون حقوقهم.
المهمة صعبة، والحرب تركت ندبات لا يمكن تجاوزها إلا من خلال التّعرف على الآخر وإقامة علاقات جيدة معه”.

الخاتمة

في بلد مثقل بالأزمات كلبنان، يبدو الشباب في قلب العاصفة. وبين ضغوط نفسية قاتلة، وظروف اقتصادية خانقة، تتحول الاحتكاكات اليومية إلى صراعات مريرة. ولعل الاستثمار في الإنسان، نفسيًا واقتصاديًا، هو السبيل الوحيد لتخفيف التوترات وبناء مستقبل أقل عنفًا وأكثر استقرارًا.

يبقى السؤال المطروح: هل ستتمكن السّلطات اللّبنانية من تفادي سيناريو كارثي آخر، أم أن لبنان على أعتاب مواجهة قد تُضيف فصلاً آخر من المآسي إلى تاريخه المعاصر؟!

الإعداد و التصميم

اعداد: للي راجح, هدى صالح

تدقيق:رشا علي

تصميم الغرافيك: ريم سنبل

تصوير: رشا عليبلال مرعي

تحرير: فالنتين نسر

انفوغراف: هدى صالح

صلة وصل 2025

صوت: إبراهيم الحسيني

تم إنتاج هذا المحتوى بدعم من منظمة أوكسفام في لبنان، كجزء من مشروع وئام؛ العمل من أجل المشاركة والقبول والوساطة؛ الممول من الاتحاد الأوروبي.

لا يعكس المحتوى بالضرورة آراء أو وجهات نظر منظمة أوكسفام في لبنان أو الاتحاد الأوروبي.

Logos

هل ترغب في تجربة تفاعلية أفضل؟

فعّل الصوت للموقع للاستمتاع بالمحتوى بشكل كامل وتجربة تفاعلية مميزة

اشترك في نشرتنا الشهرية

تابعونا ليصلكم/ن كل جديد!

انضموا إلى قناتنا على الواتساب لنشارككم أبرز المقالات والتحقيقات بالإضافة الى فرص تدريبية معمقة في عالم الصحافة والإعلام.

هل تريد تجربة أفضل؟

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربة التصفح وتحليل حركة المرور وتقديم محتوى مخصص. يمكنك إدارة تفضيلاتك في أي وقت.

ملفات تعريف الارتباط الضرورية

ضرورية لعمل الموقع بشكل صحيح. لا يمكن تعطيلها.

ملفات تعريف الارتباط للتتبع

تُستخدم لمساعدتنا في تحسين تجربتك من خلال التحليلات والمحتوى المخصص.