المشركين في التقرير: غادة صالح, جنان طرحة, أنيس نقيب, كوثر القيسي
تتصاعد إيصالاتُ دفعِ المولدات في منطقة الفيلات في مدينة صيدا، على نحو جنوني خصوصا في ظل الانهيار الاقتصادي الذي تواجهه البلاد وغلاء أسعار المازوت لتشغيل المولدات مما أدى إلى ارتفاع كبير في إيصالات الدفع دون وجود تسويغ منطقي، ولا سقف أو حد لارتفاعها مع غياب رقابة السلطات المعنية التي لا تزال لا تتحرك لوضع حل لاحتواء هذه المشكلة وتبعاتها على المواطنين ومحاسبة المنتهكين.
منطقة الفيلات كغيرها من المناطق اللبنانية ركبت عدادات بعدما صدر قرار بموجب القانون ينص على تركيب العدادات على نفقة أصحاب المولدات، وليس المشتركين لديهم. حيث بات المواطنون مجبرين على تركيبها وتحمل تكلفتها، وإلا فإن الظلام سيسيطر على حياتهم. وصلت تسعيرة العدادات إلى 0.80 دولار للكيلو واط الواحد.
في وقت يلزم القرار رقم 28 بمادته الأولى أصحاب المولدات الكهربائية الخاصة، وعلى نفقتهم بتركيب عدادات إلكتروميكانيكية للمشتركين لديهم.
“مصروفي كبير جدا، لدي ما يقارب 7 برّادات، وتبلغ الفاتورة شهرياً نحو 450$، وهذه الفاتورة عالية نسبة إلى دخلي” يقول رغيد الدردوري صاحب محل خضراوات في الفيلات لصلة وصل. ويضيف أن الرابط اليوم غير مباشر مع البلدية، وبالنسبة لما يدور بينه وبين أصحاب المولدات أنها قضية ضمير بما يخص اللعب بأرقام المولدات.
أعلنت وزارة الطاقة في بيان صادر عن مكتبها الإعلامي في مطلع شهر آذار أن السعر العادل لتعرفة المولدات الكهربائية هو 33.984 عن كل كيلو واط حيث دعت الوزارة أصحاب المولدات إلى الالتزام بقرارها وإلزامية تركيب العدادات
سامر نجم مواطن يعيش في الفيلات، ويعاني أيضا حيث إن صاحب المولد يتقاضى 0.75 و 0.80 دولار للكيلو واط الواحد في، حين أن إقطاعية أي رسوم للعداد تبلغ 12 دولاراً شهريا. ما اضطر ليدفع نحو 70 أو 80 دولاراً، وفي بعض الأحيان 110 دولارات شهريا. ودفعه ذلك للاستغناء عن تشغيل الغسالة والبراد ثم ألغى اشتراكه، ولجأ إلى تركيب ألواح طاقة شمسية.
نفس المعاناة تتعرض لها غادة رزق، وهي ربة منزل، لجأت إلى تقسيط ألواح للطاقة الشمسية بعدما أصبحت أسعار المولدات تتجاوز الحد الأقصى، وتساوي راتبا شهريا.
وفي حديث مع أحد موظفي بلدية صيدا، علمنا أن اجتماعا للمجلس البلدي عقد منذ فترة قريبة عرض شكاوى وتذمر المواطنين من عدم مبادرة أصحاب المولدات إلى تخفيض أسعارهم، بعدما انخفض سعر صفيحة المازوت بمعدل واضح، في حين أن تسعيرة المولدات بقيت في منطقة الفيلات على حالها.
وكان قد المجلس البلدي الأمر من جوانبه، وخلص على أن تأخذ بلدية صيدا المبادرة بمفردها، وتتوجه إلى أصحاب المولدات مباشرة كل بمفرده، طالبة التخفيض تحت طائلة إيقاف مولده ونزع كابلاته ووقف اشتراكاته.
بدأت البلدية خلال الفترة الماضية بخطواتها التصعيدية الرادعة لأصحاب المولدات، وعممت بداية على كل واحد من أصحاب المولدات في المدينة «نماذج طلبات» دعتهم فيها للتقدم بطلب الحصول على رخصة قانونية لمزاولة مهنة توليد وتوزيع الطاقة الكهربائية، بهدف الحد من الفوضى العارمة في هذا القطاع.
في حين أن وزارة الطاقة أعلنت في بيان صادر عن مكتبها الإعلامي في مطلع شهر آذار أن السعر العادل لتعرفة المولدات الكهربائية هو 33.984 عن كل كيلو واط حيث دعت الوزارة أصحاب المولدات إلى الالتزام بقرارها وإلزامية تركيب العدادات.
استغنى بعض المواطنين عن المولدات بتركيب الطاقة الشمسية، ولكن ما هو مصير غير القادر على تحمل تكلفتها وتكلفة اشتراك المولد؟ ما زالت المخالفات منتشرة، ولم ينصع عدد كبير من أصحاب المولدات للقرارات الوزارية والبلدية في الفيلات. إلى متى سيستمر أصحاب المولدات بنهش لحم المواطنين وتفريغ جيوبهم مع استمرار غياب كهرباء الدولة، ومن المسؤول عن المحاسبة؟