منذ الثالث والعشرين من أيلول 2024 والجنوب يشهد نزوحاً كبيراً من سكانه، جراء الاعتداءات الإسرائيلية، آلاف العائلات اللبنانية وجدت ملاذاً لها في مراكز الإيواء التي فتحت أبوابها للنازحين اللبنانيين، وعائلات كثيرة استطاعت الوصول إلى منازل أخرى عن طريق الاستقبال أو الإيجار، لكن قرارات السلطات اللبنانية على اختلاف مستوياتها منعت إدارات مراكز الإيواء من استقبال العائلات السورية النازحة، وهذا ما دفعها للمبيت في الساحات العامة، وعلى أرصفة الشوارع، وعند الحدائق العامة.
في صيدا، جنوب لبنان. وبعد رفض مراكز الإيواء من استقبال العائلات السورية، اضطرت هذه العائلات للمبيت عند ساحة الشهداء، باحة البلدية وقرب جامع الزعتري، من دون الحصول على أي مساعدة بصورة رسمية.
قال أحد المتابعين للنازحين:” اتصلنا بالمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، التي نشرت أرقام هواتف للتواصل وتأمين مراكز إيواء خاصة بالسوريين، لكن أحداً لم يرد على المتصلين”.
ولدى مراجعة أحد المعنيين بالموضوع أوضح الأمر بقوله:” علمت من إحدى مسؤولات المفوضية، وهي من آل قنديل، إن عمل المفوضية جزء من عمل وحدة إدارة الكوارث المركزية، وإنها معنية بكل النازحين، وليس السوريون حصراً، وأنها تقدم مساعدات للجميع”.
أي أن أحداً لم يعط جواباً واضحاً حول العائلات التي تبيت في الشوارع.

نازحون سوريون يفتشرون الأرض في صيدا جرّاء الاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة على لبنان
في بلدة جزين ولدى وصول عائلات نازحة من مناطق جنوبية مختلفة جرى تأمين نقل العائلات السورية النازحة إلى منطقة البقاع، وفي صيدا أبعدت العائلات من أماكن مبيتها، وجرى تجميعها في موقف زيدان القريب من ساحة النجمة، وهو موقف مفتوح يفتقر لأي نوع من أنواع الخدمات سوى أنه ساحة واسعة افترشتها العائلات النازحة.
أحد المتابعين للنازحين:” اتصلنا بالمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، التي نشرت أرقام هواتف للتواصل وتأمين مراكز إيواء خاصة بالسوريين، لكن أحداً لم يرد على المتصلين”.
في الثالث من تشرين الأول 2024 وبعد مرور عشرة أيام على النزوح، أرسلت المفوضية السامية إلى شؤون اللاجئين شاحنة مليئة بالفرش الإسفنجية لتوزيعها على العائلات الموجودة في الموقف، كما وزعت إحدى المنظمات الدولية مساعدات غذائية.
قال أحد النازحين السوريين:” في هذا المكان يبيت نحو 100 عائلة، من دون أي خدمات، لا توجد حمامات، ولا نحصل على أي احتياجات خاصة والمكان مفتوح، ولا خصوصية للعائلات، ولا نعرف كيف يمكن أن نكمل حياتنا، واليوم للمرة الأولى نحصل على مساعدات من جهات رسمية، وقبل ذلك كان بعض الأفراد والجهات تقدم لنا مساعدات غذائية غير كافية، ولكن ألف شكر لهم”.

أرسلت المفوضية السامية إلى شؤون اللاجئين شاحنة مليئة بالفرش الإسفنجية لتوزيعها على العائلات الموجودة
اقتربت إحدى النازحات، وقالت:” حتى الرعاية الصحية مفقودة، أمس اضطرت إحدى العائلات لنقل ابنتها إلى المستشفى، واضطرت إلى دفع 80$ بدل استقبال وعلاج، ولا نعرف ماذا نفعل غداً”. معظم أفراد هذه العائلات كانت تعمل في القطاع الزراعي في الجنوب، ويسكنون في منازل زراعية، أو في منازل في القرى حيث يعملون.

موقف زيدان القريب من ساحة النجمة
في أحد مراكز الإيواء، وعند فتح أبوابه في اليوم الأول لاستقبال العائلات النازحة، دخل عدد من العائلات السورية إلى المركز المذكور، وبعد تبلغ إدارته بعدم استقبال عائلات سورية نازحة، وجدت الإدارة نفسها محرجة إنسانياً، إذ كيف يمكن إخراج عائلات مع أطفالها من المركز، ما دفع الإدارة إلى إبقاء العائلات في ساحة ملعب المركز وعدم تسجيلها في الغرف واعتبارها غير موجودة.
قال أحد المتطوعين في المركز:” لقد أجريت اتصالاً بأحد المعنيين بالمفوضية السامية لشؤون اللاجئين عله يجد حلاً للأسر السورية، فكان جوابه واضحاً: أخرجهم من المركز، واتركهم في الشارع”.
في أحد مراكز الإيواء، وعند فتح أبوابه في اليوم الأول لاستقبال العائلات النازحة، دخل عدد من العائلات السورية إلى المركز المذكور، وبعد تبلغ إدارته بعدم استقبال عائلات سورية نازحة، وجدت الإدارة نفسها محرجة إنسانياً، إذ كيف يمكن إخراج عائلات مع أطفالها من المركز، ما دفع الإدارة إلى إبقاء العائلات في ساحة ملعب المركز وعدم تسجيلها في الغرف واعتبارها غير موجودة.
قال أحد المتطوعين في المركز:” لقد أجريت اتصالاً بأحد المعنيين بالمفوضية السامية لشؤون اللاجئين عله يجد حلاً للأسر السورية، فكان جوابه واضحاً: أخرجهم من المركز، واتركهم في الشارع”.
أحد النازحين السوريين:” في هذا المكان يبيت نحو 100 عائلة، من دون أي خدمات، لا توجد حمامات، ولا نحصل على أي احتياجات خاصة والمكان مفتوح، ولا خصوصية للعائلات، ولا نعرف كيف يمكن أن نكمل حياتنا.
لا يختلف اثنان أن هناك مئات من العائلات اللبنانية النازحة التي موجودة في الشارع والسلطات المعنية لا تقدم لها مراكز إيواء، لكن ذلك لا يسوّغ السلوك اللاإنساني تجاه العائلات السورية النازحة.